فقدت الساحة الفنية السورية والعربية أحد أبرز أعلامها، حيث أعلنت نقابة الفنانين السوريين اليوم وفاة الممثل والمخرج الكبير أسعد فضة بعد مسيرة حافلة بالإنجازات الفنية المتميزة.
ووفقًا للبيان الرسمي، وافته المنية في أحد مستشفيات العاصمة دمشق، التي كان يتلقى فيها العلاج خلال الفترة الأخيرة، بعد صراع طويل مع المرض، ليغيب عن عمر ناهز 87 عامًا.
يُذكر أن الفنان الراحل ولد في قرية بكسا التابعة لمحافظة اللاذقية يوم 5 سبتمبر 1938، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة عام 1962، ليسطر اسمه بحروف من نور في تاريخ الفن العربي.
وتشكل مسيرته الفنية نموذجًا نادرًا للتعددية الإبداعية، حيث برع في التمثيل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي، كما أبدع في الإخراج المسرحي، حيث قدم أولى تجاربه الإخراجية عام 1964 بمسرحية “الإخوة كارامازوف”.
وعلى الصعيد الإداري، تولى فضة منصب نقيب الفنانين السوريين لفترتين متتاليتين من 1998 حتى 2006، حيث سجل خلالها إنجازات كبيرة في خدمة نقابة الفنانين والحركة الفنية في سوريا.
ويحظى الراحل بمكانة خاصة في ذاكرة الجمهور العربي، حيث تميز بقدرته الفذة على تجسيد الشخصيات الشامية الأصيلة، خاصة عبر شخصيتي “أبو كامل” في المسلسل الذي يحمل الاسم نفسه عامي 1990 و1993، و”أبو دباك” في مسلسل “هجرة القلوب إلى القلوب” عام 1991.
أما على الصعيد السينمائي، فقد شارك في العديد من الأفلام البارزة مثل “الفهد” (1972)، و”ليالي ابن آوى” (1989)، و”قمران وزيتونة” (2001)، كما قدم عشرات الأعمال التلفزيونية الناجحة مثل “انتقام الزباء” (1974)، و”الجوارح” (1995)، و”الدبور” (2010-2011).
وفي الجانب الشخصي، ارتبط فضة بعلاقة زوجية مع الفنانة الراحلة مها الصالح، وأنجبا ابنتهما الوحيدة “راما”، كما ترك إرثًا أدبيًا من خلال كتابه “أطلالة على الذاكرة” الذي سرد فيه سيرته الذاتية.
وتظل مسيرته الفنية الحافلة شاهدة على عطاء متواصل دام لأكثر من ستة عقود، قدم خلالها عشرات الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية التي أثرت المكتبة الفنية العربية وأسهمت في تشكيل الوجدان الجمعي لأجيال متعاقبة.
