كشفت تحقيقات صحفية عن فضيحة تهريب أدوية فاسدة ومزورة على نطاق واسع في صنعاء، العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتورط في هذه الفضيحة قيادي حوثي رفيع، هو علي عباس شرف الدين، رئيس الهيئة العليا للأدوية، والذي اعتقلته أجهزة الأمن الحوثية مؤخراً.
ويزداد قلق المواطنين مع انتشار وباء غامض راح ضحيته عشرات الأشخاص.
شبكة فساد واسعة النطاق
أدت هذه الفضيحة إلى الكشف عن شبكة فساد واسعة داخل الهيئة العليا للأدوية، حيث تحولت الإدارة المالية إلى مركز للسلطة والنفوذ.
فقد استغل شرف الدين وعصابته سلطاته لمنح تراخيص استيراد للأدوية دون مراعاة المعايير القانونية أو سلامة الأدوية.
كما استخدموا مخزناً وهمياً داخل مبنى الهيئة لتوزيع الأدوية الفاسدة، واستغلوا مناصبهم للتدخل في إخراج أدوية مزيّفة من المنافذ الجمركية مقابل رشاوى تصل إلى 3000 دولار.
وقد كشف الناشط الحوثي أبو محمد الرزامي عن هذه الممارسات، مؤكداً أن شرف الدين أشرف شخصياً على تهريب عشرات الأطنان من الأدوية الفاسدة.
صراع الأجنحة الحوثية وشبهات التواطؤ مع إيران
يُرجّح مراقبون أن يكون القبض على شرف الدين وعصابته جزءاً من صراع داخلي بين أجنحة الحوثيين، وسط اتهامات متبادلة بالخيانة والتواطؤ مع الخارج.
يأتي ذلك بالتزامن مع تقرير لمنصة “تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن” يكشف عن استخدام إيران تجارة الأدوية كسلاح في الصراع اليمني، حيث تُستبدل الأدوية الجيدة ببدائل إيرانية منخفضة الجودة، وذلك من خلال منح وكالات حصرية لشركات تابعة للحوثيين.
يُهدف هذا الإجراء إلى تمويل الحرب الحوثية، وتعزيز نفوذ إيران في اليمن، واحتكار سوق الأدوية.
ويشير التقرير إلى دور شخصيات وشركات يمنية محددة في هذه الشبكة، مثل إبراهيم الوزير، ومحمد مهدي الشاعر، وحمود الخرباش، وعبد الخالق الحمزي.
وباء غامض يزيد من المخاوف
يزداد القلق في صنعاء مع انتشار مرض غامض أودى بحياة عشرات الأشخاص.
يربط سكان صنعاء هذا المرض بانتشار الأدوية المزورة، حيث تتضمن أعراض المرض ارتفاعاً سريعاً في درجة الحرارة، وضيقاً في التنفس، قبل أن يتطور إلى فشل كلوي وكبدي.
يُرجّح الأطباء ارتباط هذا المرض بالأدوية المزورة، لكنهم يتجنبون الحديث علناً بسبب نقص المعلومات.
تهديدات أمنية وإنسانية خطيرة
يحذر تقرير “تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن” من خطورة الاعتماد على الأدوية الإيرانية على المدى الطويل، موضحاً أن استراتيجية إيران تهدف إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وإحداث عدم استقرار إقليمي، وتهديد الأمن العالمي، من خلال تمويل حرب الحوثيين بشراء أسلحة وخدمات لوجستية وتجنيد مقاتلين.
*الشرق الأوسط
