أعلنت قيادة الجيش اليمني المؤيد للشرعية في محافظة تعز (جنوب البلاد) حالة الطوارئ وحظر التجوال في بلدة التربة الواقعة على بعد 48 كيلومترا عن مركز المحافظة، بالتزامن مع انتشار عسكري لمجاميع من المقاومة الشعبية في منطقة “هيجة العبد” لتأمين الطريق الوحيد الرابط بين تعز وعدن.
تأتي هذه التطورات على وقع معارك عنيفة بين الجيش المسنود بالمقاومة وبين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح شرق وغرب المدينة.
وفي بيان صادر عن قيادة محور تعز واللواء 35 مدرع، الثلاثاء، أعلن “عن حالة الطوارئ في بلدة “التربة” والمناطق المجاورة لها ابتداء من الليلة وحتى إشعار آخر”. كما يشمل الإعلان “حظرا للتجوال يبدأ من الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء وحتى السادسة من صباح الأربعاء، ليصبح ساريا حتى إشعار آخر”.
وبرر الجيش الوطني في بيان حصلت “عربي21” على نسخة منه، هذا القرار بـ”دواع أمنية” تقتضيها المصلحة العامة. محذرا المواطنين من خطورة عدم الالتزام به، لأن ذلك سيعرضهم للمساءلة.
تأمين طريق يربط تعز بعدن
وفي السياق ذاته، انتشرت قوة عسكرية تتبع المقاومة الشعبية في تعز، في منطقة “هيجة العبد” التي استعادت السيطرة عليها قبل أيام من الحوثيين.
وحسب مصادر في مقاومة تعز، فإن الانتشار هدفه “تأمين الطريق الوحيد الذي يربط تعز بمدينة عدن” من تهديدات المسلحين الحوثيين وحلفائهم، الذين يسعون إلى قطع هذا الشريان.
وأظهرت صورة، تمركز عناصر المقاومة في طريق “هيجة العبد” جنوب تعز في إطار خطة الانتشار العسكري لتأمينه من أي هجوم حوثي محتمل.
المقاومة تتصدى لهجمات حوثية
من جانب آخر، أفاد مصدر مسؤول في المقاومة بأن القوات الحكومية أفشلت هجوما شنه الحوثيون وقوات صالح، وبغطاء ناري كثيف على مواقعها في أحياء “التموين وبازرعة وقريش” بالجحملية (شرقا) وجبل المربعة والضباب والصلو غرب وجنوب تعز.
وأضاف المصدر مفضلا عدم الكشف عن اسمه لـ”عربي21” أن قتالا شرسا اندلع بين الطرفين، في منطقة الشقب شرق جبل صبر، استمر لثلاث ساعات، بعدما بدأ المسلحون الحوثيون بشن هجوم آخر على خطوط تمركز المقاومة هناك، انتهت دون أي مكاسب للطرف الأول.
وأسفرت المواجهات عن سقوط 17 قتيلا وجرح عدد آخر من الحوثيين وقوات صالح، بينما قتل خمسة مقاومين وأصيب نحو سبعة آخرين.
هذا، وشن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية قصفا جويا على ثلاث مبان حكومية يسيطر عليها الحوثيون في بلدة سامع جنوب المدينة، وفقا للمصدر.
ومنذ نيسان/ أبريل من العام الماضي، تعيش تعز أعنف المواجهات بين المقاومة الشعبية تشكلت للدفاع عنها، وبين مسلحين حوثيين قدموا من مناطق في شمال البلاد، تساندهم قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، تسببت في سقوط آلاف من القتلى والجرحى معظمهم مدنيون.
(عربي21)